







“هل يمكن للكوتور أن يركب المترو؟ في ليلة شتوية بقلب مانهاتن، أجابت شانيل بـ ‘نعم’ مدوية، معلنة بداية حقبة جديدة من الفخامة الواقعية.”
في الثاني من ديسمبر، حبست صناعة الموضة أنفاسها. لم تختر دار Chanel قصراً في فينيسيا أو قلعة في اسكتلندا لعرض مجموعتها السنوية للاحتفاء بالحرفية (Métiers d’art)، بل اختار مديرها الإبداعي الجديد ماتيو بلازي (Matthieu Blazy) محطة مترو “باوري” (Bowery) المهجورة في نيويورك لتكون المسرح.
الموقع: صدمة “تحت الأرض”
اعتاد عشاق شانيل على السلالم الرخامية والذهب، لكن بلازي أراد شيئاً مختلفاً لمجموعته الأولى في Métiers d’art. تحولت محطة المترو المتهالكة إلى منصة عرض تعج بالحياة، تجسد صخب نيويورك وتناقضاتها. الرسالة كانت واضحة: “شانيل ليست للمتاحف، شانيل لنساء يعشن الحياة بكل سرعتها.”
المجموعة: عندما تلتقي “غابرييل” بـ “فتاة الداون تاون”
المجموعة كانت رسالة حب لمدينة نيويورك، ممزوجة بالحرفية الفرنسية الدقيقة التي تشتهر بها مشاغل الدار (مثل Lesage للتطريز و Lemarié للريش):
- الأزياء: رأينا سترات التويد الأيقونية ولكن بقصات “أوفر سايز” مريحة تناسب التنقل، منسقة مع بنطلونات جينز (Denim) معالجة لتبدو وكأنها حرير. برزت فساتين مستوحاة من حقبة “آرت ديكو” (Art Deco) تذكرنا بناطحات سحاب مانهاتن، مطرزة بآلاف الكريستالات التي تعكس أضواء المدينة.
- الإكسسوارات الجنونية: سرقت الحقائب الأضواء بلمسة فكاهية غير معهودة من شانيل. حملت العارضات حقائب سهرة (Minaudières) على شكل “حبة فول سوداني” ذهبية، و “تفاحة” حمراء (رمز نيويورك)، وحتى علب “تيك أواي” فاخرة.
- الأحذية: عادت أحذية “Slingback” الكلاسيكية، لكن هذه المرة بنسخ مسطحة وعملية جداً، لتؤكد أن فتاة شانيل 2026 تمشي لمسافات طويلة.
الجمال: فوضى أنيقة
تماشياً مع أجواء المترو، جاء المكياج بأسلوب “Effortless Chic”. بشرة نضرة جداً، مع كحل أسود مموه قليلاً (Smudged Liner) وكأن العارضة قد قضت يوماً طويلاً وحافلاً في المدينة، وشعر بتموجات طبيعية غير مصففة بعناية مبالغ فيها.
كلمة المحرر:
ماتيو بلازي نجح في اختباره الأصعب. لقد أثبت أن احترام إرث شانيل لا يعني الجمود في الماضي. مجموعة Métiers d’art 2026 هي دليلكِ لأن تكوني “سيدة مجتمع” و “فتاة شقيّة” في آنٍ واحد. إنها الفخامة التي لا تخشى أن تتسخ حواشيها بغبار المدينة.
